يعمل محرك السيارة في الشتاء وفي الصيف وكل فصول السنة، والطقس يختلف جذرياً بين كل من هذه الفصل وبين بقيتها.
نحن عندما نمشي في الشتاء فالأمر يختلف كثيراً عن مشيتنا في الصيف مثلاً، فاللباس يختلف وحتى امتداد قامتنا والكتفين يختلف.
أي أننا نكيف الظروف المحيطة كاللباس وظروف حركتنا وكتفينا وسواها بشكل يساعد على أن نتم ما نوينا (المشي) بأيسر شكل.
ومثل ذلك محرك السيارة في الشتاء يحتاج إلى بعض الأمور، وفي الصيف يحتاج إلى أمور أخرى، ولكل فصل ما يناسبه.
فعلى سبيل المثال فمن المتوجب في الشتاء أن نضع سائل مانع التجمد في ماء المبرد، بينما ذلك غير ضروري صيفاً.
أي أننا من الأفضل أن نؤمن بعض الأمور من أجل محرك السيارة في الشتاء فتخلق ظروف محيطة جيدة ليعمل جيداً.
إنه من المعدن أولاً وآخراً
إن محرك السيارة من المعدن، ومثل كل المعادن فلا بد من حدوث تقلص له في الشتاء أكثر من باقي الأوقات.
إن المحرك سوف يكون ساخناً جداً بعد سفرك به لمدة ساعة مثلاً، ثم تنزل حرارته إلى حرارة المحيط عندما يتوقف.
ودرجة الحرارة المحيطية حول محرك السيارة تكون في الشتاء أقل بكثير مما هي عليه في فصل الصيف حيث الجو أدفأ.
وبالتالي فإن الفارق الحراري بين التشغيل والتوقف أكبر، وهذا ينتج عنه فارق تقلص وتمدد أكثر بين هذه المرحلة وتلك الأخرى.
أمر آخر يتعلق بالمعدن: فالمعدن إذا لم يكن عليه طبقة واقية فإنه سوف يتأكسد بأكسجين الهواء، والرطوبة تزيد هذا التأكسد.
والرطوبة حول محرك السيارة في الشتاء تكون أكثر منها في الصيف أو بقية فصول السنة، وهكذا يكون معرضاً أكثر للصدأ.
فهذا الأمران (فارق التمدد & الأكسدة) لهما دور أساسي في التغييرات الواجب أن نفعلها لأجل محرك السيارة في فصل الشتاء.
ملاحظات هامة حول محرك السيارة في الشتاء
1- العزل
يتعرض محرك السيارة في الشتاء إلى الرطوبة الكبيرة كما ذكرنا، إضافة إلى طرطشة الماء والطين من أسفل خلال سير السيارة.
الماء هذا لوحده كفيل بزيادة نسبة احتمال حدوث الصدأ به، فكيف الحال إذا بوجود الطين أيضاً؟! فالطين يحبس الرطوبة عليه.
فما الحل إذاً؟
إن أفضل حل لذلك هو التحضير المسبق لهذه المرحلة، وذلك بتنظيف أسفل السيارة بشكل جيد جداً قبل حلول فصل الشتاء.
وبعد أن تجف بشكل جيد يتم رشها من أسفل بالقطران أو المستحضرات الأخرى المشابهة حتى تشكل طبقة عازلة على المعدن.
وهكذا نكون قد عزلنا معدن السيارة ومن ضمنها محرك السيارة حتى نحول دون حدوث الصدأ والتأكسد فيها في فصل الشتاء.
2- التحمية
هنالك سؤال نسمعه كثيراً عن محرك السيارة في الشتاء وهو: هل أقوم بتحمية المحرك قليلاً قبل انطلاقي بالسيارة في الطريق؟
في القديم كان الجواب هو نعم، وكانوا ينظرون لمن لا يفعل ذلك كأنه لا يعرف القيادة أو كأنه يتلف المحرك.
أما في الوقت الحالي مع تطور الصناعة وفي أغلب السيارات الحديثة فإن الوضع اختلف عن ذلك ولم يعد له من داعي.
يمكنك الانطلاق فوراً والمشي بالسيارة، ولكن من الأفضل ألا تضغط كثيراً على المحرك قبل مرور بضع دقائق على انطلاقك بالسيارة.
وهكذا يكون الزيت قد دار في المحرك بشكل جيد، وبدأت حماوة المحرك ترتفع قليلاً وصار مستعداً لحرارة أكبر بعد الآن.
وموضوع الزيت هذا له أهمية كبرى لذلك نجده بين أهم 6 أمور تسبب ارتفاع صوت المحرك لذلك خلينا نهتم فيه.
ولتحصل لسيارتك على أفضل زيت يخدم محركها فانظر إلى أفضل 7 أنواع زيوت سيارات في الكويت واختر منها.
3- مانع التجمد
لا تهمل تبديل ماء السيارة بالكامل كل فترة وضع في الماء الجديد الكمية المناسبة من سائل مانع التجمد الخاص بالسيارة.
لسنا معتادين كثيراً هنا في الكويت على انخفاض الحرارة كثيراً تحت الصفر، ولذلك قد يهمل الكثيرون استخدام وتجديد مانع التجمد.
لكن حتى لو كانت أيام الصقيع محدودة فإنه من الأفضل أن نكون مستعدين لها بما يلزم، وهو موضوع بسيط جداً.
4- البطارية والبوجيات
هنالك عدة أمور في السيارة تتأثر بالتغيير المناخي وتدنّي الحرارة والتحول من الدفء إلى الجو البارد الذي يميز فصل الشتاء.
ومن أكثرها علاقة مع محرك السيارة هنالك مكوّنان رئيسيان هما: البطارية وشمعات الاشتعال (البوجيات).
فيجب أن نستفقد البطارية وأداءها في بداية الشتاء، مع ملاحظة هذا الأداء بشكل مستمر خلال الشتاء.
فكلنا يعرف أهمية البطارية بالنسبة للمحرك فهي التي تعطيه الإقلاع بواسطة السلف، كما تعطيه شرارات الاشتعال بواسطة شمعات الاشتعال.
وشمعات الاشتعال هي الأخرى يتأثر أداءها بحلول فصل الشتاء، ولذلك فمن الأفضل الانتباه إليها وقد يكون من الأفضل أن نستبدلها.
فالأهم هو المحرك، ولنحصل منه على الأداء الذي نريده فعلينا تأمين هذه الظروف المناسبة له حتى يعمل بشكل جيد.